Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ريادة الجامعة في تغيير ثقافة المجتمعات

.د. سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني (عميد التطوير)
 
تمثل الجامعات أحد أهم مؤسسات المجتمع التي تستطيع أن تحدث التغييرات المطلوبة في المجتمعات، وخاصة تلك التغييرات التي يتطلبها العصر الحديث. ولا يقتصر دور الجامعة على خدمة المجتمع كما يعتقد البعض في تقديم التعليم والخدمات الصحية والتطوعية وإنما يتعدى دور الجامعة ذلك إلى صياغة المفاهيم والثقافات التي تتواءم مع متطلبات العصر. وهكذا فان للجامعات دور في تنمية المجتمعات في مختلف المجالات والنواحي من خلال بوابة التغيير التي تعتبر أبرز ما يمكن للجامعة المساهمة فيه نظراً لوجود العديد من المفكرين المعتبرين في الجامعات، وكذلك الموثوقية العالية فيما يقوله أو يكتبه هؤلاء، إضافة إلى وجود العدد الكبير من الطلاب والطالبات المتحمسين لإحداث التغييرات المطلوبة.
 
من المؤكد أن تحقق الأهداف المنشودة للمجتمع من خلال الجامعات، وذلك عندما تقوم الجامعات بالدور المطلوب منها في تغيير الثقافة غير المناسبة بالمجتمعات إلى ثقافات إيجابية وداعمة للتوجهات المستقبلية للمجتمع والتي تتواءم مع ثقافته الإسلامية الصحيحة وتحقق له القدرة على مواكبة العصر ومواجهة مختلف التحديات، وعكس ذلك أن تتقوقع الجامعة وتنكفئ على نفسها فلا تؤثر ولا تتأثر بالمجتمع وثقافاته.
 
وتقوم الجامعة بغرس المبادئ والأسس المطلوبة لدى الأجيال المتعاقبة في تخصصاتهم المختلفة، وعلى مستوى أوسع في المجتمع المحيط. ولا يقتصر دور الجامعة في التغيير على الطلاب والطالبات وإنما يتعدى ذلك إلى المجتمع عن طريق النشر العلمي للكتب والأبحاث وكذلك من خلال المؤتمرات والندوات والمسرح الجامعي. ولأشك أن هناك الكثير من الثقافات التي ترغب المجتمعات إلى تجاوزها وتغييرها كثقافة عدم الاكتراث والإهمال والكسل وضعف الوطنية واللامبالاة وعدم الانضباط وغيرها كثير من الثقافات التي لابد أن نعمل وأن تسهم الجامعة في تغييرها إلى الأفضل وذلك من خلال رفع مستوى المسؤولية عند الموظف والطالب ومنسوبي الجامعة كافة، وكذلك تعميق أهمية العمل واحترام حقوق الآخرين والجدية، وروح المواطنة والعمل الجماعي

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 2:25ص